وتتعدد أسباب تلوث الهواء داخل المباني بشكل عام والمنازل بشكل خاص، ومن ضمنة هذه الأسباب تراكم الغبار ووجود العديد من المواد الكيميائية المتطايرة والمنبعثة من العطور أومن روائح مواد التنظيف المختلفة، بعض الملوثات الأخرى تظهر بسبب شراء اثاث جديد أو سجاد أو القيام بدهان المبنى سواء المنزل أو غيره. ولتقريب الصورة أكثر، فقد وجدت الدراسات أن المنتجات الاستهلاكية المنزلية المختلفة تتسبب، إما عن طريق الخطأ في التصنيع أو الاستعمال، تؤدي لإصابة 33. 1 مليون نسمة سنويا في أميركا وحدها، الأمر الذي يكلف ما يزيد على 800 مليار دولار سنويا لتغطية تكاليف العلاج أو الوفاة. وتتعدد الأخطار الصحية الناتجة عن تلوث الهواء داخل المنازل ومن ضمنها الإصابة بمشاكل في الجهاز التنفسي أو حدوث تهيج في العينين والجلد، أو الشعور بالصداع، أو التهاب الحلق والإصابة بالانفلونزا ونزلات البرد المختلفة، وحتى الإصابة بالإرهاق وفقدان بسيط للذاكرة، لذا لو كنت تعاني من أحد تلك الأعراض فقد يكون الحل في تنبهك لمسألة الاعتناء بنظافة الهواء في منزلك. وتنقسم سبل مواجهة تلوث الهواء في المباني إلى ثلاثة أقسام على النحو الآتي: – السيطرة على مصدر التلوث: من الضروري العمل على إزالة أو تقليل مصادر التلوث، فعلى سبيل المثال لو كان هناك شخص مدخن يعيش في المنزل، قم بإقناعه بالتدخين خارج المنزل فضلا عن هذا يجب إبعاد مواد التنظيف المختلفة عن أجواء الغرف ، وذلك من خلال وضعها في خزانة مغلقة بعد الانتهاء من استخدامها.
في هذه المقالة سوف نتحدث عن أحد أهم القضايا البيئة في تلوث الهواء وهو التلوث داخل المنازل، نعم داخل المنازل. في البداية يقصد بتلوث الهواء داخل المنازل بالغازات الناتجة من مصادر داخل المنزل وتستوطن ويزداد تركيزها داخل المنزل ويكون أفراد الأسرة أكثر تعرضاً من هذه الملوثات والتي في الغالب تكون قليلة التركيز ولكن تكمن خطورتها في طول فترة التعرض لمثل هذه الملوثات. ولعلنا في البداية نتجول داخل المنزل لمعرفة ماهية هذه الملوثات ومصادرها لنتعلم كيفية التعامل معها. يوجد العديد من مصادر تلوث الهواء في المنازل، يشمل ذلك مصادر الاحتراق مثل غاز الأفران (البوتاجاز) في المطبخ، والفحم أو الحطب كوسائل تدفئة في الشتاء في بيت الشعر، والتدخين في جميع أرجاء المنزل. ومن المصادر أيضاً الغازات الناتجة من مواد البناء والأثاث والسجاد بأنواعه. كذلك من المصادر الملوثة، المنتجات الخاصة بتنظيف المنزل أو الصيانة أو المنتجات الخاصة بالعناية بالجسم وكذلك المبيدات الحشرية المستخدمة. وكذلك أجهزة التكيف سواء المركزية أو وحدات التبريد المستقلة، بالإضافة إلى إشعاعات الرادون المنبعثة من باطن الأرض. أغلب هذه الملوثات تتمثل على هيئة معلقات هوائية أو ما يسمى (Particulates)، وقد يكون غازات أو ما يطلق عليها (Fumes).
مركز صحي البدراني, 2024