الحمد لله. يصبح المسافر مقيما من لحظة عزمه ونيته الإقامة في البلد أربعة أيام فأكثر. قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى: " لا أعلم خلافا فيمن سافر سفرا يقصر فيه الصلاة ، لا يلزمه أن يتم في سفره ، إلا أن ينوي الإقامة في مكان من سفره ، ويجمع نيته على ذلك " انتهى من "الاستذكار" (2 / 242). وراجع للفائدة جواب السؤال رقم: ( 224723)، ورقم: ( 60358). فإذا سافر من هذا المكان الذي نوى الإقامة فيه ، وفارق أبنيته ؛ فإنه يترخص برخص السفر مرة أخرى. قال ابن المنذر رحمه الله تعالى: " أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن للذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج عن جميع بيوت القرية التي منها يخرج.... ثم قال: يلزم المقيم ، ما دام مقيما: إتمام الصلاة، فإذا عزم على السفر ، وخرج من منزله ، ولم يبرز عن قريته، واختلفوا في أمره؛ فعليه الإتمام على أصل ما كان عليه، حتى يبرز عن بيوت القرية، فإذا برز عنها قصر، إذا كان سفره يقصر في مثله الصلاة، إذ لا أعلم أحدا يمنعه من ذلك، ولا نعلم النبي صلى الله عليه وسلم قصر في شيء من أسفاره إلا بعد خروجه عن المدينة " انتهى من"الأوسط" (4 / 351 – 354). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: " هل يشترط أن يفارق قريته، إذا عزم على السفر وارتحل، فهل له أن يفطر؟ الجواب: في هذا أيضا قولان عن السلف.
تاريخ النشر: الأربعاء 7 رجب 1440 هـ - 13-3-2019 م التقييم: رقم الفتوى: 393820 3281 0 28 السؤال أحيانًا آخذ عائلتي إلى المتنزه، الذي يبعد عن بيتي قرابة ٢٥ كيلو مترًا، وهناك تدركني صلاة المغرب، وربما أدركتني صلاة العشاء أيضًا، فهل أصلي الصلاتين هناك جمعًا وقصرًا كالمسافر، أم إن ذلك لا يجوز؟ كما أني أحيانًا آخذ العائلة لزيارة أقاربي الذين يبعدون عني ٣٠ كيلو مترًا، وأبيت عندهم يومًا أو يومين، فهل يعتبر هذا سفرًا؟ وأحيانًا نذهب لزيارة مريض، أو لتعزية ناس في مدينة أخرى، قد تبعد ٣٠ كيلو مترًا أو أكثر، وقد تستغرق الرحلة نهارا كاملًا، أو نصف نهار، فكيف نؤدي الصلاة في هذه الرحلة؟ وجزاكم الله خيرًا. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: فجمهور أهل العلم على أن المسافة التي يترخص فيها المسافر برخص السفر من قصر, وجمع, ونحوهما، لا بدّ أن تكون أربعة برد (وهو ما يساوي ثلاثة وثمانين كيلو مترًا تقريبًا)، كما سبق بيانه في الفتوى: 129618. وبناءً على ذلك؛ فلا يشرع لك قصر صلاة العشاء, ولا جمعها مع صلاة المغرب عند خروجك للنزهة، مسافة 25 كيلو مترًا. كما أن خروجك (لزيارة عائلة, أو لزيارة مريض, أو تعزية) مسافة 30 كيلو مترًا لا تعتبر سفر قصر, ومن ثم؛ فإنك تؤدي الصلاة الرباعية تامة, ولو بقيت هناك يومًا, أو يومين.
الثالث: أن يكون مقيما في نفس البلد الذي توجد فيه الميناء، لكن الميناء خارج حدود عمران المدينة، غير متصل بمساكنها: فهذا لا ينقطع عنه حكم السفر بمجرد وصول الميناء، بل يبقى يترخص برخص السفر، حتى يدخل حدود عمران المدينة. وإذا كان مبتدئا في سفره، فإنه يبدأ في الترخص بمفارقة عمران بلده، ولو كان في الميناء، أو في مكان دونه. سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: إذا كان في القصيم وخرج إلى المطار، هل يقصر في المطار؟ فأجاب: "نعم يقصر ؛ لأنه فارق عامر قريته، فجميع القرى التي حول المطار منفصلة عنه، أما من كان من سكان المطار: فإنه لا يقصر في المطار؛ لأنه لم يفارق عامر قريته ". انتهى (الشرح الممتع:4/364). والله تعالى أعلى وأعلم. 2 0 74, 629
مركز صحي البدراني, 2024